هذه امرأه تعودت ان اراها كل صباح وانا ذاهبه الى محطة القطار, كانت تجلس على مقعد يخيل لى من كثرة جلوسها انه نفس المقعد.
تعودت الجلوس عليه من الصباح الباكر حتى منتصف الليل عند عودتى ونزولى من القطار اجدها جالسه كما رأيتها صباحاً تجلس بهدوء وبيدها كتاب ووردةً ذبله, وقطعة من القماش بيضاء ولكنها معها من وقت بعيد لاهترائها ولكنها تنظُر إليها بنظرة الأشتياق وكأنها بموعد غرام فتنزل من عينها بعضاً من قطرات الدموع وكأنها لؤلؤ منثور على وجنتيها فاقف ارٌاقب هذا المنظر الجلل فى وصفه وكاد الفضول يقتلنى اردت ان اعرف ما قصة هذه العجوز التى رغم سنوات عمرها التى تركت علامات على وجهها النضر, لكن من ينظر إليها يظُن انها فتاةً فى العشرين من عمرها ! رغم سنوات عمرها التي تخطت العشرات من الزمن...
الا انها اجمل من رات عيناى هذه الحسناء الوقور لم تكن متصابيه او متحرره لكنها كانت متعقله متزنة الخطوات.
لقد قررت ان اخرج قبل موعدى بوقت كاف, وجلست بمقعد موازياً لها حتى لا أٌقحم نفسى بذكرياتها التى بدأت تشرد بذهنها وكانها مِ سافرت عن عالمنا, فبكيت حتى احست بى وجاءت بقربى ومدة يداها تربت على كتفى وتسالنى بصوت رقيق ماذا بكى بنيتى فاجبتها بخجل اننى اراقبك منذ فتره اراكِ تجلسين هكذا من الصباح حتى المساء
فضحكت وبدت ضحكتها وكانها بكاء! وقالت : هكذا اذاً ان ضيف غير مرغوب فيه قلت لها اسفه ولكن الفضول كاد يقتلنى لكى اعرف قصتك فتنهدت وقالت سوف اخبرك يا طفلتى...
" كنت فتاه من أسرة ميسورة الحال, وابنة وحيدة كل طلباتي مستجابة, وحب ابى وامى كان يحيطنى, ورغم كل الاموال التى من شانها ان تفسد اى فتاه لارقيب عليها ولكنى كنت زاهده المال كارهة الحياه حتى وجدته يوماً شاباً ذو اخلاق, وسيم احببنا بعضنا...
كان شاباً فى مقتبل العمر يدرس باحدى كليات القمه رغم فقره الا انه طموح جاء الى منزلنا طالبن يدى من ابى فرضه واهانه لانه من وجهة نظر والدى انه يطمع فى الثروه لا يحبنى بكيت كثيراً ورحل عنى واصبحت حبيسة جدران منزلنا لا اخرج الا مع والدتى, تركنى ورحل اخذت ابحث عنه واهيم كالمجنونه لا وجهة لى...
اصبحت امر امام منزله لعله يخرج ولكنه ترك المنزل والبلده ورحل. بحثت عنه سنوات... كنت اذهب الى المحطه واجلس من الصباح; لعله يعود واراه حتى المساء !ومرت السنوات ولم يعد من احببت, احترم وعداً قطعه على والدى ورحل دون ان يودعنى. ورحلوا الاهل بعد ذلك عنى والاصدقاء وها انا حبيست اطلال الذكريات..."
عندما عدت الى البيت دخلت غرفتى على غير عادتى وبكيت هذه الليله على وفاء هذه المرأة, واحياناً كنت اتشكك فى مدى صدق من احبت.
كنت اخرج قبل موعد القطار نجلس بالمحطه نضحك ونبكى نتكلم ونصمت ولم نكتفى بذلك, بل كنا نخرج الى الطُرُقات نتمشى نتكلم تحكى لى قصة حبها حتى ادركت ان زمننا يفتقد ذلك الحب والوفاء والأخلاص.
كنا نجلس على الكورنيش وتحكى لى ذكرياتها, ونحتسى اكواب الشاى والقهوه ونتبادل الاحاديث حتى جاء يوم وتعبت ومر اسبوع ولم اخرج ولم يكن معى عنوانها او رقم هاتفها ولا اعرف اسمها ولاهى سالتنى عن اسمى كنا منشغلون فى حكايتها مع حبها,
عندما تماثلة للشفاء خرجت مسرعه الى المحطه ولكنى لم اجدها على غير عادتها خفت ان يكون حدث لها مكروه, وهممت بالمشى فانتبهت الى خطاب يكتب على الظرف :' لكى طفلتى هذا الخطاب سامحينى لقد نسيت ان اسالك عن اسمك',
هممت بيدى التى اصابتها رعشه وفتحت الخطاب وقرأة كلماتها وياليتنى لم اقرائها.
كتبت لى " طفلتى التى تمنيت ان احمل بين احشائى طفلتناً مثلك من محبوبى ولكنه رحل عندما كنتى معى !
بالأمس شعرت اننى مسافره لقد عاد الى محبوبى وسوف ارحل معه لا تبكى الفراق بل افرحى لى لاننى اخيراً حققت حلمى بان اكون مع محبوبى, الوداع طفلتى الوداع !صديقتى تذكرى سيدة القطار التى لم تصبح سراً غامض بالنسبة اليك, الوداع حبيبتى الصغيره الوداع ابنتى التى لم انجبها..."
عدت الى المنزل ودخلت غرفتى وبكيت وكاننى لم ابكى من قبل, مر اسبوع وذهبت الى محطة القطار وسالت عن اقدم شخص يعمل بهذه المحطه فدلنى شخص على عامل مر عليه الزمن حيث انحناء ظهره, وحفر الزمن خطوط عمره بوجهه, سالته : اتذكر المرأة التى كانت تجلس كل صباح مرتديه فستان اسود ومعها كتاب وورده ذبله ومنديل كانت تجلس على هذا المقعد ؟, قال : نعم تذكرتها انها اجمل الفتيات... احبت شاباً بصدق كما احبها هو وذهب الى والدها ولكنه فقير فاهنه وطرده وهدده بانه سوف يدمر عائلته اذا رآه او سمع انه بالبلده, فوعده بالرحيل وفعلاً رحل الى حيث لا تهديد لاخوف, كان مسافراً الى بلده مجواره, وهناك مات غريب لا احد يعرفه ولا احد يسمع عنه وحبيبته انتظرت سنوات عودته, دون ان تدرى انه مات !
كنت اعلم بموته لكن اخفيت ذلك حتى على اهله وحبيبته... دفنته ولكنى خفت ان اموت كغيرى, ومن اسبوع وجدتها تبكى وتنادى محبوبها ان يعود فجلست بقربها واسردت عليه الحكايه.. فنظرت الى مودعه باسف وحزن, دون ان تنطق بكلمه.
علمت بعد ذلك رحيلها...
اه من الحب والفراق اه من تفرقة الزمن للعشاق .
تعودت الجلوس عليه من الصباح الباكر حتى منتصف الليل عند عودتى ونزولى من القطار اجدها جالسه كما رأيتها صباحاً تجلس بهدوء وبيدها كتاب ووردةً ذبله, وقطعة من القماش بيضاء ولكنها معها من وقت بعيد لاهترائها ولكنها تنظُر إليها بنظرة الأشتياق وكأنها بموعد غرام فتنزل من عينها بعضاً من قطرات الدموع وكأنها لؤلؤ منثور على وجنتيها فاقف ارٌاقب هذا المنظر الجلل فى وصفه وكاد الفضول يقتلنى اردت ان اعرف ما قصة هذه العجوز التى رغم سنوات عمرها التى تركت علامات على وجهها النضر, لكن من ينظر إليها يظُن انها فتاةً فى العشرين من عمرها ! رغم سنوات عمرها التي تخطت العشرات من الزمن...
الا انها اجمل من رات عيناى هذه الحسناء الوقور لم تكن متصابيه او متحرره لكنها كانت متعقله متزنة الخطوات.
لقد قررت ان اخرج قبل موعدى بوقت كاف, وجلست بمقعد موازياً لها حتى لا أٌقحم نفسى بذكرياتها التى بدأت تشرد بذهنها وكانها مِ سافرت عن عالمنا, فبكيت حتى احست بى وجاءت بقربى ومدة يداها تربت على كتفى وتسالنى بصوت رقيق ماذا بكى بنيتى فاجبتها بخجل اننى اراقبك منذ فتره اراكِ تجلسين هكذا من الصباح حتى المساء
فضحكت وبدت ضحكتها وكانها بكاء! وقالت : هكذا اذاً ان ضيف غير مرغوب فيه قلت لها اسفه ولكن الفضول كاد يقتلنى لكى اعرف قصتك فتنهدت وقالت سوف اخبرك يا طفلتى...
" كنت فتاه من أسرة ميسورة الحال, وابنة وحيدة كل طلباتي مستجابة, وحب ابى وامى كان يحيطنى, ورغم كل الاموال التى من شانها ان تفسد اى فتاه لارقيب عليها ولكنى كنت زاهده المال كارهة الحياه حتى وجدته يوماً شاباً ذو اخلاق, وسيم احببنا بعضنا...
كان شاباً فى مقتبل العمر يدرس باحدى كليات القمه رغم فقره الا انه طموح جاء الى منزلنا طالبن يدى من ابى فرضه واهانه لانه من وجهة نظر والدى انه يطمع فى الثروه لا يحبنى بكيت كثيراً ورحل عنى واصبحت حبيسة جدران منزلنا لا اخرج الا مع والدتى, تركنى ورحل اخذت ابحث عنه واهيم كالمجنونه لا وجهة لى...
اصبحت امر امام منزله لعله يخرج ولكنه ترك المنزل والبلده ورحل. بحثت عنه سنوات... كنت اذهب الى المحطه واجلس من الصباح; لعله يعود واراه حتى المساء !ومرت السنوات ولم يعد من احببت, احترم وعداً قطعه على والدى ورحل دون ان يودعنى. ورحلوا الاهل بعد ذلك عنى والاصدقاء وها انا حبيست اطلال الذكريات..."
عندما عدت الى البيت دخلت غرفتى على غير عادتى وبكيت هذه الليله على وفاء هذه المرأة, واحياناً كنت اتشكك فى مدى صدق من احبت.
كنت اخرج قبل موعد القطار نجلس بالمحطه نضحك ونبكى نتكلم ونصمت ولم نكتفى بذلك, بل كنا نخرج الى الطُرُقات نتمشى نتكلم تحكى لى قصة حبها حتى ادركت ان زمننا يفتقد ذلك الحب والوفاء والأخلاص.
كنا نجلس على الكورنيش وتحكى لى ذكرياتها, ونحتسى اكواب الشاى والقهوه ونتبادل الاحاديث حتى جاء يوم وتعبت ومر اسبوع ولم اخرج ولم يكن معى عنوانها او رقم هاتفها ولا اعرف اسمها ولاهى سالتنى عن اسمى كنا منشغلون فى حكايتها مع حبها,
عندما تماثلة للشفاء خرجت مسرعه الى المحطه ولكنى لم اجدها على غير عادتها خفت ان يكون حدث لها مكروه, وهممت بالمشى فانتبهت الى خطاب يكتب على الظرف :' لكى طفلتى هذا الخطاب سامحينى لقد نسيت ان اسالك عن اسمك',
هممت بيدى التى اصابتها رعشه وفتحت الخطاب وقرأة كلماتها وياليتنى لم اقرائها.
كتبت لى " طفلتى التى تمنيت ان احمل بين احشائى طفلتناً مثلك من محبوبى ولكنه رحل عندما كنتى معى !
بالأمس شعرت اننى مسافره لقد عاد الى محبوبى وسوف ارحل معه لا تبكى الفراق بل افرحى لى لاننى اخيراً حققت حلمى بان اكون مع محبوبى, الوداع طفلتى الوداع !صديقتى تذكرى سيدة القطار التى لم تصبح سراً غامض بالنسبة اليك, الوداع حبيبتى الصغيره الوداع ابنتى التى لم انجبها..."
عدت الى المنزل ودخلت غرفتى وبكيت وكاننى لم ابكى من قبل, مر اسبوع وذهبت الى محطة القطار وسالت عن اقدم شخص يعمل بهذه المحطه فدلنى شخص على عامل مر عليه الزمن حيث انحناء ظهره, وحفر الزمن خطوط عمره بوجهه, سالته : اتذكر المرأة التى كانت تجلس كل صباح مرتديه فستان اسود ومعها كتاب وورده ذبله ومنديل كانت تجلس على هذا المقعد ؟, قال : نعم تذكرتها انها اجمل الفتيات... احبت شاباً بصدق كما احبها هو وذهب الى والدها ولكنه فقير فاهنه وطرده وهدده بانه سوف يدمر عائلته اذا رآه او سمع انه بالبلده, فوعده بالرحيل وفعلاً رحل الى حيث لا تهديد لاخوف, كان مسافراً الى بلده مجواره, وهناك مات غريب لا احد يعرفه ولا احد يسمع عنه وحبيبته انتظرت سنوات عودته, دون ان تدرى انه مات !
كنت اعلم بموته لكن اخفيت ذلك حتى على اهله وحبيبته... دفنته ولكنى خفت ان اموت كغيرى, ومن اسبوع وجدتها تبكى وتنادى محبوبها ان يعود فجلست بقربها واسردت عليه الحكايه.. فنظرت الى مودعه باسف وحزن, دون ان تنطق بكلمه.
علمت بعد ذلك رحيلها...
اه من الحب والفراق اه من تفرقة الزمن للعشاق .
0 التعليقات:
إرسال تعليق